استهلاك أهم أنواع الخبز في ريف محافظة بني سويف وبعض العوامل المؤثرة عليه

الملخص: لاشك أن رغيف الخبز يأتي في مقدمة المكونات الغذائية علي مائدة الأسرة المصرية بصفة عامة وعلي مائدة الأسرة الفقيرة بصفة خاصة، فلا تخلو مائدة مصرية من تواجد الخبز عليها لذلك يطلق عليه المصريون مسمى (العيش) وهي كلمة مشتقة من المعيشة أو الحياة، ويتميز الخبز المصري باحتوائه علي مواد نشوية وبروتينية ومعدنية هامة يحتاجها المواطن يوميا، حيث أنه يمد المستهلك بنحو70% من احتياجاته الغذائية النشوية والبروتينية ونحو52% من السعرات الحرارية بالإضافة إلي المواد المعدنية كالحديد والزنك. وينتج الخبز من دقيق أنواع مختلفة من الحبوب مثل حبوب القمح والذرة الشامية والشعير والذرة الرفيعة وذلك حسب عادات سكان كل منطقة إلا أن الغالبية العظمي منه تصنع من دقيق القمح. وقد وصل متوسط استهلاك المواطن المصري من القمح في صورة المختلفة حوالي 184 كجم/ سنة وذلك كمتوسط للفترة خلال 1998/2008 .وواقع الأمر أنه متوسط مرتفع جدا مقارنة بمتوسط استهلاك الفرد علي المستوي العالمي والذي يتراوح بين 80-90 كجم، ويبين تقرير أعده مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء أن حوالي 90% من الأسر المصرية يستهلكون الخبز المدعم في غذائهم بشكل يومي. كما أوضح أن عدد الأسر التي تستهلك الخبز البلدي المدعم في الوجه البحري بلغ 93% مقارنة بالمحافظات الحضرية 87% ومحافظات الوجه القبلي 87% أيضا، وأن نحو 68% من الأسر الريفية تستهلك الخبز البلدي المنتج في المنزل، وبينت دراسة أخري أن متوسط استهلاك الفرد في الحضر بلغ 4.3 رغيف يوميا مقابل 3.6 رغيف يوميا للفرد في الريف، كما بلغ متوسط استهلاك الفرد من الخبز المدعم في حضر محافظات الوجه البحري نحو 3.9 رغيف يوميا وفي ريفها 3.4 رغيف يوميا مقابل 4.2 رغيف يوميا لحضر محافظات الوجه القبلي وريفها 4 رغيف يوميا. وأن نحو 62% من كمية القمح المستخدم في إنتاج رغيف الخبز المدعم سنة 2008/2009 يتم استيراده من الخارج مقابل 38 % من القمح والذرة الشامي يتم إنتاجها محليا. وفي نظرة سريعة علي تطور دعم الخبز وجد انه في عام 2007/2008 بلغ نحو 13.8 مليار جنية تراجع بعد ذلك ليصل إلي حوالي 10.8 مليار جنية في موازنة 2011/2012 وهو ما انعكس علي نسبته من إجمالي الدعم حيث انخفض إلي 8.2 % في موازنة 2011/2012 .

مشكلة الدراسة:
ظل الريف المصري لفترة طويلة من الزمن يعتمد علي نفسه في توفير احتياجاته من خبز المائدة (خبز بيتي – بتاو.........) فكان يقوم بصنع الصوامع الطينية فوق أسطح المنازل لتخزين حبوب الذرة والقمح فيها لاستخدامها في توفير احتياجاته من العيش طوال العام. وكان العرف السائد أن شراء الخبز من الفرن أمر منبوذ، ولا يقبل عليه إلا القليل من الناس خاصة الفقراء، ثم ما لبث الأمر أن بداء في التغير منذ فترة ليست بالبعيدة وبدأ الريف يتراجع عن توفير العيش بالمنزل ويعتمد شيئا فشيئا علي خبز الأفران. بل وصل الأمر إلي اعتماد الكثير من العزب والكفور والنجوع وهي أصغر وحدات الريف ايضا عليه، ساعدهم في ذلك منح الحكومة كثير من التراخيص للأفران المدعمة بها. الأمر الذي أدي إلي زيادة العبء علي الدولة في توفير الدقيق اللازم لهذه الأفران مما كان له أثره السلبي علي توفير الدقيق للأفران في المدن وعلي التغير في النمط المعيشي والاستهلاكي للريف واعتماده عليه بصورة أساسية واختفاء صور أخري لتوفير الخبز كان يعتمد عليها الريف وهي إعداده بالمنزل.
عنوان الصفحة علي الويب
سنة النشر 2012
صفحات 39 - 54
أسم المركز
مؤلفين من مركز البحوث الزراعية
نوع المنشور دورية